سيرة
شاعرة وباحثة أكاديمية وعلمية في الحقلين الثقافي والأدبي / خبيرة إعلامية للعديد من الدورات التدريبية المتخصصة في مؤسسة دبي للإعلام،ومساهمة في تميز المؤسسة عبر إطلاق أوائل البرامج الثقافية الحوارية على مستوى الخليج العربي / حائزة على جائزة المرأة الديناميكية للعام 2011 على مستوى القارات من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، لتنال بذلك أول جائزة عالمية تمنح لقصص نجاح نساء حول العالم قدمن تجارب مضيئة، ولتدرس قصتها لطلبة الجامعة ضمن أكبر شبكة عالمية (أون لاين) / ترجمت قصائدها إلى سبع لغات / حاصلة على دكتوراه في النقد الأدبي - تقدير امتياز عام 2004م
الثلاثاء، 10 أبريل 2012
في رواق عوشة بنت حسين الثقافي
حين عزفت حمدة خميس على أوتار قلبها الحنون
بقلم :ساجدة الموسوي(شاعرة من العراق)
في أمسية أمس تخضّلت بندى المشاعر وتعطرت بشذى النثر والقصيد
، احتفى رواق عوشة بنت حسين الثقافي بالشاعرة العذبة حمدة خميس لتتألق وتجود بأرق القصائد
وتتوهج وهي تعزف شعرا ً على أوتار قلبها الحنون .
ليلة أمس كانت الأمسية وكان عمرها ساعات إلاّ
أن ألقها انطبع في الذاكرة ليدوم سنوات .
ترحيب رفيع
افتتحت الأمسية د. موزة غابش مديرة الرواق
لترحب بضيفتها الشاعرة حمدة خميس وبالإعلامية المعروفة بروين حبيب التي أدارت الأمسية
فيما بعد ، كما رحبت بضيوف الرواق وهم نخبة من الأدباء والإعلاميين والمثقفين والمثقفات
، وحملت كلماتها الهادئة الرصينة الكثير من المعاني المعبرة عن سعادتها بهذا الحضور
وتوق الرواق إلى تقديم كل ما هو أصيل ودافع للثقافة الجادة والهادفة .
إبداع يقدّم الإبداع
بعد ذلك قدمت د. بروين حبيب الشاعرة حمدة خميس
بكلمة رائعة كان النثر لحمتها والشعر سداها ، فقد توهجت وهي تتحدث عن حمدة التي تعرفها
منذ أول لقاء لهما عام 1998 وكان انطباعها الأول عنها أنها ( فيض من الأمومة ) ...تواصلت
معها وقرأتا سوية في أكثر من بلد وأكثر من منبر ، لذا كانت كلمتها عنها عبارة عن إضمامة
من الوفاء ... وانهيال نابع من القلب ، تقول بروين وهي تصف حمدة :
" هكذا كنت أصارع الكلمات وأنا أتقدم
نحو جلالتها...
ـ شاعرة مختلفة لا ... استثنائية
ـ كاتبة جسورة لا ... طليعية
ـ بحرينية لا ... إماراتية لا .. بل عربية
/ في الواقع الإنساني شمولية .
كتبت لتنهض بذاتها ، بل بالحياة في أرقى أشكالها
وتجلياتها "
لخصت
د. بروين أسلوب حمدة الشعري بعين ناقدة متفهمة ومدركة لخصوصية النتاج الشعري للشاعرة
على مدى سنوات طويلة خصوصاً وأن قصائد حمدة كانت إحدى عينات دراستها الأكاديمية ، وبعد
ذلك تطرقت إلى المواقف الإنسانية للشاعرة والتي انعكست على شعرها بشكل عميق وحميم يمس
الروح فقالت : " إن ما يشكل فضاء الكتابة عند شاعرتنا هو
السؤال * لماذا نكتب نحن النساء المنذورات
كالقرابين للغياب ، القابعات على الغبار ،المرسومات
بفرجارٍ وفق زوايا منحنية ، نحن اللاتي صهرن في قوالب أضيق من مساحة الكتابة ، لماذا
نكتب وفعل الكتابة أصعب من طلق الولادة ، هذه التي تميزنا ككائنات إنسانية ، لكن طلق
الولادة وجع آني ...أما الكتابة فهي وجع ممتد
، لماذا نكتب ونحن ندرك أننا نضع أصابعنا ـ المنذورة للحناء ـ في أسيد الكتابة
الحارق ؟ ..."
وقالت عن حمدة : "
ـ إنها علامة فارقة في منطقة الخليج العربي
ـالوطن عندها دلالة تصعد وتصعد إلى أمام
ـ
وهي الأنثى التي ترفض أن تكون تابعة لأهواء الحبيب
ـ لكنها مرفأ للرجل الحبيب ومنقذة لانهياراته
وضعفه وحضناً دافئاً له
ـ وهجوم على قيم القبيلة في موقفها من العشق
".
لقد أبدعت د. بروين وأجادت ليس في نثرها الشاعري
فحسب بل وفي إلقائها الجميل الذي شدّ القلوب بسحر الكلام .
ثمّ جاء سحر القصيد
حمدة خميس ذات التجربة الشعرية الغنية خبرت
المنابر فهي حين تلتقي جمهورها تتحول إلى قصيدة ممتدة ولا تكاد العين ترى منها سوى
بانوراما شعرية تجعلك تحلق معها في فضاءاتها التي لا تحدها حدود ، ولا غرابة في ذلك
فقد أبدعت اثني عشر ديوانا ً نابضاً بالتجليات والرؤى ، حيناً تتماوج هياماً وأخرى
تغضب ، وثالثة تتحدى أو تستفز الآخر ... كتب عن شعرها الكثير ولها أينما تتجه جمهور
مريد ومعجبون ..
تقول في قصيدة ( مد وجزر على شاطئ عجمان )
:
" أخطـُّ على رمل ِ السنين ِ
مدارجي
فلا الرملُ يحفظني
ولا البحرُ يذكرُ
كأنَّ سنين َ العمرِ غفوةُ حالم ٍ
يمدُّ بها موجٌ
وموجٌ سيجزُرُ ... "
وفي قصيدة ( أزواج ) تتساءل بسخرية لاذعة
:
" أيُّها الرّجلُ الساكنُ
في بيتنا
منذ عشرين عاماً
لمَ لا تحدِّثني ؟ "
لقد اختزلت حمدة في هذه السطور الأربعة عذابات
عشرين عاماً من صمت الرجل الذي لا يعرف كيف يُسمع المرأة كلاماً يُشعِرَها بكينونتها
الإنسانية ... أو ربما يتجاهل عن قصد دورَه كشريك لها في الحياة .
وفي قصيدة ( فراشة حائرة ) صرخة مكتومة الأنفاس
لمرأة تعاني الوحدة والغربة ليس بسبب الرجل ربما لأسباب أخرى قد يكون الرجل( المصاب
بقصر النظر) أحدها تقول الشاعرة المحتمية برمز الفراشة :
" بالأمس قبل النوم
والليل في تنفسٍ أخير
فراشة ٌ حطّت على فراشي
هل أنني الضوء
أم أنها تطيرُ في المتاه
لا وطنٌ يحضنها
ولا سرير "
توالت شاعرتنا في إنشادها العذب وكنّا كأننا
غائبون عنها في حضرة الشعر ، وليس بوسع هذا العرض للأمسية أن يقدم كل قصائدها لكني
متأكدة من أن من دعي ولم يحضر فقد فاته الكثير .
مسك الختام
كان مسك قراءات حمدة قصيدة ( سيّد المجد )
وهي كما أشارت للإهداء ـ إلى القائد الوالد زايد بن سلطان آل نهيان في الحضور البهي
والغياب الشجي ـ وهي من القصائد الجميلة التي
أبدعت حمدة في الارتقاء بها والتجلي مما يتناسب والمقام العالي لصاحب الحضور البهي
والغياب الشجي ..
مما تقوله في مسكها :
" اتسعت َ
حتى بدا البحرُ قطرة ً
في محيط جلالك
***
تعاليتَ
حتى ظننا الكواكبَ
أسرى مدارك
***
***
شفِفتَ
فمرّ الشعاعُ إلى أرضِنا
من خلالك
***
رهفت َ
فاخترقت العصور
وسمّرت هذا الزمان
في ذهول اقتدارك
***
سموت
فرأينا السماء
أقلَّ ارتفاعاً ... من شموخ خصالك
من قد أبدعت حمدة خميس وأجادت في انهيالاتها الشعرية وتدفقها بالمعاني السميّة وكانت وفية لكل ما تخالج مع روحها وما تآلف مع شاعريتها .. وهي شاعرة وكفى بالمرء فخراً أن يمتلك هذه الموهبة عن جدارة واقتدار .
أقلَّ ارتفاعاً ... من شموخ خصالك
من قد أبدعت حمدة خميس وأجادت في انهيالاتها الشعرية وتدفقها بالمعاني السميّة وكانت وفية لكل ما تخالج مع روحها وما تآلف مع شاعريتها .. وهي شاعرة وكفى بالمرء فخراً أن يمتلك هذه الموهبة عن جدارة واقتدار .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)