ثنائية الموسيقا والشعر تعطر " ليلة الياسمين "
في مؤسسة سلطان العويس الثقافية
دبي : فاديا دلا
تصوير : حسن الرئيسي
بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر السوري الكبير نزار قباني قدمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في مقرها بدبي أمسية شعرية لأشعار الراحل من أداء الشاعرة الدكتورة بروين حبيب مع مرافقة موسيقية على آلة القانون للعازف غسان سحاب، قد م للأمسية عبد الإله عبد القادر بحضور عبد الغفار حسين عضو مجلس أمناء المؤسسة وعدد من الشعراء و الإعلاميين والمهتمين .
بدأت الإعلامية بروين حبيب الأمسية بقراءات لبعض قصائد الشاعر نزار قباني نازعة عنها ثوب الإعلامية المحاورة مرتدية ثوب الشاعرة المسكونة بعشق الشعر، فكيف بشعر نزار قباني الذي جاورها مبكرا في حياتها فاستحقت عنه درجة الدكتوراه الأكاديمية لبحثها في شعره وفي تفاصيله، لم يكن هناك نثر عفوي لياسمين قباني في أرجاء الصالة، ولكن لا يمكن أن تحتضن قصائد الراحل دون يترك أثرا على روحك من رومانسيته العالية لذلك ترى القارئ مذنبا بتهمة الخيال والحب والعشق وما كذلك إلا لان قصائده تنساب كرائحة ياسمينه لتدخل الأمكنة ولتعانق الفضاء ..
" أحبك والبقية تأتي بعد " فاتحة الأمسية، ثم تجولت بين قصائده متنقلة من عالم إلى آخر فتارة عن الحب في " جسمك خارطتي " و"أيظن " ومرة عن المدن المعشوقة في " بيروت والحب والمطر " و" غرناطة " وأخرى عن النضال والأوطان في " جميلة بوحيرد " وقصائد أخرى أعادت لها بروين حضورها الشعري بعد أن تشتتت في عالم الغناء والموسيقا حيث عزف من عزف وغنى من غنى ..!
وهنا قالت الدكتورة بروين " إن شعر نزار قباني حاضر في روحي منذ كنت صغيرة وقد كبر حضوره في نفسي حتى حققت دراستي الأكاديمية عن تقنيات التعبير في شعر نزار قباني، ولعلي لن اختصر فرصة كهذه للتعبير والتذكير بإبداع هذا الشاعر الكبير، وأنا هنا اليوم من اجل ذلك".
وإذا قيل عن شعر عاشق الياسمين أنه مغنى ومموسق إلا أنه ليس ثمة ما منع أن تكون الموسيقا حاضرة في هذا اللقاء، وهنا حضر العازف الشاب غسان سحاب الحاصل على درجة البكالوريوس في عزف القانون التقليدي من الجامعة الانطونية ببيروت، وهو أستاذ فيها الآن ولا ننسى انه سليل عائلة موسيقية فنية كبيرة فوالده الياس سحاب وعمه المايسترو رؤوف سليم سحاب، وقد قدم في هذه الأمسية عزفا تشابك مع الكلمة الشعرية حتى بدا في بعض الأماكن وكأنه يعيد تلحين تلك القصائد بمفهوم موسيقي جديد، فأحيا الجلسة بموسيقاه وجعل للشعر بهجة البحث عن أدوات الروح، وتراه عاش لحظات الشعر والكلمة ونقلها إلى سماء المخيلة ليمزج فيما بينها وليقدمها إنتاجا بهيا جميلا خالصا وهنا كان لابد للعازف البارع أن يتحدث عن تجربته الأولى في العزف مع الإلقاء الشعري فقال :" على الرغم من أني عزفت في مهرجانات دولية كبيرة، منفردا أو مع فرق ضخمة إلا إن هذه التجربة استهوتني جدا وجعلتني أتبين موسيقا الكلمة في شعر نزار، فكنت أشعر أحيانا أنني أعزف مع فرقة أوركسترا كاملة".
جاء العازف غسان سحاب في ليلة الياسمين هذه ليشكل ثنائيا على عتبات الروح مع بروين حبيب حارسة ياسمين نزار، فكانت تحية وفاء لشاعر شغل الدنيا في حياته ، ولا شك ان الجميع يتفق على أن هذا الشاعر صاحب مدرسة مستقلة في الشعر العربي وانه ولّد لغة خاصة به شارك بها قرائه ومحبيه أينما كانوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق