سيرة

شاعرة وباحثة أكاديمية وعلمية في الحقلين الثقافي والأدبي / خبيرة إعلامية للعديد من الدورات التدريبية المتخصصة في مؤسسة دبي للإعلام،ومساهمة في تميز المؤسسة عبر إطلاق أوائل البرامج الثقافية الحوارية على مستوى الخليج العربي / حائزة على جائزة المرأة الديناميكية للعام 2011 على مستوى القارات من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، لتنال بذلك أول جائزة عالمية تمنح لقصص نجاح نساء حول العالم قدمن تجارب مضيئة، ولتدرس قصتها لطلبة الجامعة ضمن أكبر شبكة عالمية (أون لاين) / ترجمت قصائدها إلى سبع لغات / حاصلة على دكتوراه في النقد الأدبي - تقدير امتياز عام 2004م

الاثنين، 9 أبريل 2012

نلتقي مع فاضل... وبروين حبيب

رؤية خليجية
«نلتقي مع فاضل... وبروين حبيب»


حيدر محمد - البحرين



انهما خرجا من حواري المنامة القديمة ليهزما العرقية ويصنعا حياة جديدة تنتصر على تحديات القسوة، لقد تحررا من سجن الأقلية والطائفية الى حيث رحاب الوطنية والعالمية ليضيئا الساحات الأدبية بأجمل مذاقات كسرى وهاشم.
 لم يكن طريقهما للابداع سهلاً يسيراً، لقد أبصرا النور مبكراً، ووجدا في المعرفة ملاذاً آمناً، وذلك اهلهما للدخول في مغامرات صعبة ومخاضات اجتماعية عسيرة ليكسرا الحواجز الثقافية والطبقية والعرقية وليحطما كل القيود.
أدركا أنه ليس بالضرورة أن يكون المبدع هو ابن الأثرياء فقط، بل هو في أصدق تجلياته ذاك الانسان الخارج من رحم المعاناة ليكافح شغف الحياة وليعيد هيكلة كل شيئ حوله في سبيل الانعتاق، وليجد ذاته فقط في سمو الأفكار وتمازج الثقافات والانصهار في بوتقة الانسانية الأم.
بروين حبيب حلقت مبكراً الى سماء دبي، لكنها ظلت عاشقة وفية حتى الثمالة فريج المخارقة في المنامة حيث نشأت، ولا تحسبها سوى تلك الطالبة العشرينية الممهورة عشقاً بنزار. ...هاهي اليوم كدأبها منذ عشر سنين «تضيئ الزمن بالكلمات» في احدى أشهر القنوات الفضائية العربية، واستضافت والتقت مئات القامات الفكرية والثقافية في العالم العربي والتي كانت تأنس بكتاباتهم ذات يوم...تتربع بروين على عرش المثقفات الخليجيات والعرب (ولن أقول الاعلاميات، لأن الثقافة هي أم كل المعارف) وهي في صدارة النسوة اللاتي ذاع صيتهن في مختلف أرجاء المنطقة لقوة الطرح وتألق المضمون.
لم تخطئ جامعة جورح واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، حين منحت د. بروين حبيب معدة ومقدمة برنامج (نلتقي مع بروين) على قناة دبي، جائزة المرأة الديناميكية في تخطي الحواجز وكسر القيود ومواجهة الصعاب للعام 2011، والمقدمة لتنال بذلك أول جائزة عالمية على مستوى قارات العالم تمنح لقصص نجاح نساء حول العالم قدمن تجارب مضيئة وسير نجاح في مواجهة التحديات، ولتدرس قصتها لطلبة الجامعة ضمن أكبر شبكة عالمية (أون لاين). 
توجت هذه الرحلة بروين بوصفها مقدمة تلفزيونية مشهورة وقائدة في الحوار الثقافي الخليجي و(امرأة في مهب الأسئلة) تستحق الوقوف على محطات تكوينها الثقافي والأكاديمي، وروافد وعيها الاجتماعي، وحصيلة خبرتها الاعلامية، منذ التحاقها بالعمل الاذاعي والتلفزيوني مبكراً، من باب التمثيل قبل دراستها للأدب العربي والتربية في جامعة البحرين، وحصولها على درجة الماجستير والدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة عين شمس في القاهرة، ورحلة العطاء اللامتناهي لتصل الى محطتها الأهم في قناة دبي، بعد فوزها بالجائزة الذهبية عن برنامج خاص عن معشوقها الأزلي نزار قباني الذي أعدّت أطروحة جامعية عن شعره في العام 1999.
أما فاضل حبيب فهو الآخر، لم يكن أقل شأناً مطلقاً، فهو منهمك للتحضير للدكتوراة في مجال التربية، ومتخصص في حقل التربية على حقوق الانسان، وهو من الأسماء البارزة على الصعيد الاجتماعي، سواء من خلال منابر عديدة، أو عبر اطلالته الدائمة من نوافذ التربية والاعلام والمجتمع.
رزق فاضل بمولوده المعرفي الأول الذي يحمل عنوان « تربية حقوق الانسان...الطريق نحو مجتمع المعرفة»، وتناول فيه أهمية تدريس حقوق الانسان في المناهج التعليمية المختلفة على اعتباره مطلباً استراتيجياً للشعوب التي ترنو الى الديمقراطية عبر أهمية نشر مبادئ حقوق الانسان وقيم المواطنة لدى الأجيال المقبلة.
ستراه في عشرات المشروعات الأهلية وفي الملتقيات الثقافية والاجتماعية، متحدثاً وكاتباً وناقداً، شاهراً سيف التغيير، متأرجحاً بين التدين والمدنية.وحتى عندما قرر مع ثلة من أصدقائه المبدعين ولوج موسوعة غينيس للأرقام القياسية دخلها من بوابة المعرفة عبر القراءة الجهرية المستمرة لأمهات الكتب.
الدرس المستفاد من تجربة التوأم المعرفي فاضل وبروين أنه لا يحق للانسان أن ييأس، بل يجب عليه الطيران دائماً ليحلق مهما كانت الأجواء ملبدة بالغيوم، و ليرتقي قارب المعرفة ليشق دربه بين الأمواج المتلاطمة في غمرة بحر لجي، لكنه سيصل الى ذات مرسى آمن في آخر النهار.
«نلتقي مع فاضل وبروين حبيب» اللذين أصبحا أيقونة للشباب المثابر، نروي تجربة شقيقين كسرا القيود ليرفعا لواء الثقافة، فقد أعادا الروح لوالدهما ملهمهما في الكفاح «حبيب»...ولأمهما الصابرة الذائبة في عشقهما «زليخا،» بل نشرا عبق العبير ونسمات الربيع المعرفي في العائلة الانسانية الكبرى وتخطت حروفهما ارجاءها الواسعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق