الدكتورة وجدان عبد الإله الصائغ:
في مجموعة "رجولتك الخائفة..طفولتي الورقية" للشاعرة بروين حبيب نجد وبشكل لا يقبل الشك هيمنة قصيدة الومضة إذ تتشكل القصائد وفق هندسة بصرية طريفة تستمد نغميتها من شعرية الصورة الفنية وقدرتها على اختراق فضاءات مبتكرة تثير الدهشة في مخيال التلقي، وستقف الدراية عن قصيدة (تقاسيم كاولا) التي شذرتها لغة البياض إلى تسع شذرات يتحرك فضاء التدوين بين نصف صفحة إلى نصف سطر فقط كما في الشذرة السادسة إذ تقول فيها الشاعرة:
معك
القلب أحلام ورماد
انتهت القصيدة /الومضة، وبدأت رحلتها في أعماقنا، لقد استغنت الشاعرة عن الكلام الكثير، ورمزت لاتقاداتها في حضرة من تهوى بـ (الأحلام + الرماد) لتجعلك في مواجهة اتقادين الأول فينيقي يقود إلى توهج وانعتاق من أسار الراهن المتخم بالاستلاب، والآخر اتقاد مرمد يخضع لسلطة القهر الاجتماعي وثقافة التهميش، ويتمحور هذان الاتقادان حول الآخر المخاطب (معك) إلا إنهما يردان مزدوجين ومتحركين في اتجاهين متعاكسين في آن، لنحدس أن الآخر جحيم الأنا (رماد) وفردوسها (الأحلام).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق