صحيفة " الاتحاد" بغداد
الأحد, 06 سبتمبر 2009
بعد أن أطلت الشاعرة والإعلامية البحرينية،
بروين حبيب، لفترة طويلة، عبر شاشة التلفزيون وعبر أثير المذياع على كل بيت ومكتب في العالم العربي، وربما أكثر، من خلال برامج أدبية وفنية مختلفة ومنوعة ومتفردة، ها هي، الشاعرة نفسها، تطل مجدداً عبر الأدب، وعلى وجه الخصوص من خلال مجموعتها الشعرية الجديدة المعنونة "أعطيت المرآة ظهري" الصادرة للتو عن "دار الكوكب، رياض الريس 2009" للكتب والنشر في بيروت، بعد أن أصدرت تباعاً عدة كتب أدبية مختلفة بين الدراسة والشعر، مثل كتبها "تقنيات التعبير في شعر نزار قباني" وهي عبارة عن دراسة أدبية صادرة في العام 1999 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في العاصمة اللبنانية بيروت، ومن ثم اصدارها مجموعة شعرية تحت عنوان "رجولتك الخائفة طفولتي الورقية" أيضاً الصادرة عن نفس الدار في بيروت في العام 2001.
الإعلامية البحرينية، أو الشاعرة، هنا، بروين حبيب الحائزة عبر مسيرتها التعليمية على درجة البكالوريوس في الأدب العربي والتربية من جامعة البحرين العام 1993، والحاصدة لدرجة الماجستير بإمتياز في الأدب العربي من جامعة عين شمس بالقاهرة العام 1997، لم تكف البتة عن المشاغبة الحيوية والايجابية، مرئياً، عبر برنامجها التلفزيوني، من خلال حوارات جدية، صاخبة أحياناً، هادئة أحياناً أخرى، حوارات وسجالات محورية مع رجال ونساء فكر وأدب، من خلال أسئلة موجهة، هادفة تؤدي، بالنهاية، الى أجوبة صريحة، شفافة، بكل خفاياها.
في مجموعتها الشعرية الجديدة، تحيل بروين حبيب قارئها أو عموم قرائها، المختلفين، هذه المرة، لا مشاهديها، تحيلهم بألفة مشحونة بالود الى وحشة النفس الانسانية والبشرية، من خلال ايراد وتوظيف مفردات لها حيويتها، ويوميتها في كل زمان ومكان، مثل مفردات "الوحدة، الوطن، الغربة والمساء"، فتقول في مطلع المجموعة الآنفة الذكر "أترك مرفقي، أتركني، أمر الى فؤادي، وحدي هنا في شمس أيامي، وفي ظل البنفسج، ضوع أمسية قديمة".
لا نستطيع، هنا، المراهنة، ولو مغامرةً، أن الشاعرة بروين حبيب، بعد أن غزت باطلالتها، الشاشة الصغيرة، قد تغزو عالم الأدب بذات القوة، ولكن بمجرد قراءة أولية لكتاب "أعطيت المرآة ظهري" يتضح أنها مازالت ترى العالم مرئياً، ومسموعاً، بأوجاعه، وأنينه، حيث لا وجه، ولا وطن، والغربة هي الهجرة والمنفى بكل تأكيد، بعد أن لا يداً يلملم أغنيتها، فتكتب حبيب "لا وجه لي، لا اسم، لا وطناً يلم تراب أغنيتي، أتركني هنا في غربتي الأولى، وفي شمس كلامي، لي من شذا اللغة الغريبة، عندما يهوي المساء، على فؤادي، ياء بكت راء، وواو أورقت ياء على الألواح، والشمس خمرة فكرة في كأس نون".
إذاً "الشمس خمرة فكرة في كأس نون" ومن هنا تبدأ الفكرة، لتضح العبارة، أكثر، ولتبدو المفردة في حيرتها، في غيبوبة شبه تامة الى أن يوقظها على فجرها البرئ، الشاعرة بروين حبيب، ولكن بعد المقامرة على روح المفردة، ولكن الرهان هو الربح لا الخسارة، بعد أن دفع الكثيرون، شعراء ومبدعين، الضريبة من أرواحهم التائهة في سبيل جمال الشعر، الشعر لا غير، ذلك الشعر، بموسيقاه، وخشونته ومرونته معاً، ظل حيوياً، وظل منافساً بكل غموضه ووضوحه لصنوف الإبداع المتفرقة الأخرى في ظل هيمنة الرواية أوطغيان فنون الأدب الأخرى، ولكن لا ضير إن راهننا، نحن، الآن، مجدداً على الحياة النضرة للشعر بعد قراءة متأنية، وافية لمجموعة "أعطيت المرآة ظهري"، خاصة بُعدُ قصائد المجموعة عن النمطية السائدة في أغلب القصائد المنشورة في هذا الزمن اللامختلف، شعرياً، بعد أن يربك كتابها، جملهم القصيرة والطويلة، بالترتيب الممل، فهنا، لدى بروين حبيب، تظل هي في حيرتها، فهي الوردة العابقة بفكرة الحب، تقول ببساطة شاعرة "ذهب الرجال الى ظلالهم، وتركت في حيرتي، أنا الوردة العابقة بفكرة الحب".
تحتوي مجموعة "أعطيت المرآة ظهري" على إحدى وثلاثين قصيدة متباينة الطول، موزعة على مائة صفحة من القطع المتوسط، تتوسدها عناوين ستة رئيسة منها (شمس أيامي، ابتسامتي في التلفزيون، في ذكرى المطر، أربع بورتريهات للسيدة الصغيرة في مرايا الليل والنهار، الصدفة وفي جوار المرآة).
الإعلامية البحرينية، أو الشاعرة، هنا، بروين حبيب الحائزة عبر مسيرتها التعليمية على درجة البكالوريوس في الأدب العربي والتربية من جامعة البحرين العام 1993، والحاصدة لدرجة الماجستير بإمتياز في الأدب العربي من جامعة عين شمس بالقاهرة العام 1997، لم تكف البتة عن المشاغبة الحيوية والايجابية، مرئياً، عبر برنامجها التلفزيوني، من خلال حوارات جدية، صاخبة أحياناً، هادئة أحياناً أخرى، حوارات وسجالات محورية مع رجال ونساء فكر وأدب، من خلال أسئلة موجهة، هادفة تؤدي، بالنهاية، الى أجوبة صريحة، شفافة، بكل خفاياها.
في مجموعتها الشعرية الجديدة، تحيل بروين حبيب قارئها أو عموم قرائها، المختلفين، هذه المرة، لا مشاهديها، تحيلهم بألفة مشحونة بالود الى وحشة النفس الانسانية والبشرية، من خلال ايراد وتوظيف مفردات لها حيويتها، ويوميتها في كل زمان ومكان، مثل مفردات "الوحدة، الوطن، الغربة والمساء"، فتقول في مطلع المجموعة الآنفة الذكر "أترك مرفقي، أتركني، أمر الى فؤادي، وحدي هنا في شمس أيامي، وفي ظل البنفسج، ضوع أمسية قديمة".
لا نستطيع، هنا، المراهنة، ولو مغامرةً، أن الشاعرة بروين حبيب، بعد أن غزت باطلالتها، الشاشة الصغيرة، قد تغزو عالم الأدب بذات القوة، ولكن بمجرد قراءة أولية لكتاب "أعطيت المرآة ظهري" يتضح أنها مازالت ترى العالم مرئياً، ومسموعاً، بأوجاعه، وأنينه، حيث لا وجه، ولا وطن، والغربة هي الهجرة والمنفى بكل تأكيد، بعد أن لا يداً يلملم أغنيتها، فتكتب حبيب "لا وجه لي، لا اسم، لا وطناً يلم تراب أغنيتي، أتركني هنا في غربتي الأولى، وفي شمس كلامي، لي من شذا اللغة الغريبة، عندما يهوي المساء، على فؤادي، ياء بكت راء، وواو أورقت ياء على الألواح، والشمس خمرة فكرة في كأس نون".
إذاً "الشمس خمرة فكرة في كأس نون" ومن هنا تبدأ الفكرة، لتضح العبارة، أكثر، ولتبدو المفردة في حيرتها، في غيبوبة شبه تامة الى أن يوقظها على فجرها البرئ، الشاعرة بروين حبيب، ولكن بعد المقامرة على روح المفردة، ولكن الرهان هو الربح لا الخسارة، بعد أن دفع الكثيرون، شعراء ومبدعين، الضريبة من أرواحهم التائهة في سبيل جمال الشعر، الشعر لا غير، ذلك الشعر، بموسيقاه، وخشونته ومرونته معاً، ظل حيوياً، وظل منافساً بكل غموضه ووضوحه لصنوف الإبداع المتفرقة الأخرى في ظل هيمنة الرواية أوطغيان فنون الأدب الأخرى، ولكن لا ضير إن راهننا، نحن، الآن، مجدداً على الحياة النضرة للشعر بعد قراءة متأنية، وافية لمجموعة "أعطيت المرآة ظهري"، خاصة بُعدُ قصائد المجموعة عن النمطية السائدة في أغلب القصائد المنشورة في هذا الزمن اللامختلف، شعرياً، بعد أن يربك كتابها، جملهم القصيرة والطويلة، بالترتيب الممل، فهنا، لدى بروين حبيب، تظل هي في حيرتها، فهي الوردة العابقة بفكرة الحب، تقول ببساطة شاعرة "ذهب الرجال الى ظلالهم، وتركت في حيرتي، أنا الوردة العابقة بفكرة الحب".
تحتوي مجموعة "أعطيت المرآة ظهري" على إحدى وثلاثين قصيدة متباينة الطول، موزعة على مائة صفحة من القطع المتوسط، تتوسدها عناوين ستة رئيسة منها (شمس أيامي، ابتسامتي في التلفزيون، في ذكرى المطر، أربع بورتريهات للسيدة الصغيرة في مرايا الليل والنهار، الصدفة وفي جوار المرآة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق