سيرة

شاعرة وباحثة أكاديمية وعلمية في الحقلين الثقافي والأدبي / خبيرة إعلامية للعديد من الدورات التدريبية المتخصصة في مؤسسة دبي للإعلام،ومساهمة في تميز المؤسسة عبر إطلاق أوائل البرامج الثقافية الحوارية على مستوى الخليج العربي / حائزة على جائزة المرأة الديناميكية للعام 2011 على مستوى القارات من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، لتنال بذلك أول جائزة عالمية تمنح لقصص نجاح نساء حول العالم قدمن تجارب مضيئة، ولتدرس قصتها لطلبة الجامعة ضمن أكبر شبكة عالمية (أون لاين) / ترجمت قصائدها إلى سبع لغات / حاصلة على دكتوراه في النقد الأدبي - تقدير امتياز عام 2004م

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

رجولتك الخائفة..طفولتي الورقية



جواد الأسدي 
/العالم على راحة اليد – المرأة اليوم – العدد 104 – 4 مارس2003)

إن أوجاع امرأة رهيفة الروح، هو نهار مشمس يدمي الحياة بالسحر! هذا هو السطر الأكثر ملاءمة لفتاة تحمل الإرث المثمر في أرض حبلى بشعب يعاني!
ربما تبدو بروين حبيب أكثر الناس اللواتي يشبهن أنفسهن من دون انزياحات، ولا ادعاءات ولا تزوير، وبلا أقنعة، وطيبة القصيدة في ديوانها،"رجولتك الخائفة..طفولتي الورقية"، مثل طيبة الطقوس في نهارات الدعاء، حيث تستعير بروين عباءة أمها المتربعة على "هكذا تكلم زرادشت"، الممددة على قميص "عمر الخيام"، التائهة في قناديل الليل.
أقرأ قصائد بروين، لكن صورتها تبقى عالقة في متن إيقاعاتها المحتدمة، حيث تصير العزلة والسفر في المنامات والعفة وقنديل الطموح، والرغبة في الضحك، وتسلق السكوت وابتكار اليتم هي مفردات شخصها المرمي على ظل قصائدها التي تريد أن تصطاد من الرجل فروسيته الميتة في رجولته المقنعة، وأقنعته المتدلية من سقف جهله، أو وروده المرمية على الأخرى، شفيعة الأصباغ والنصوص! كأن الديوان بكليته هو جنة ذابلة تتوسل حطابا لا يتقن لقاء الصفصاف! ولا فجر الحدائق.
هذه هي بروين حبيب طفل صغير يسحب البحر بمنديل العشق، ملاك حلو الروح في بهو أجرد، وردة مستورة بالبكاء، عناق حار مع اللهاث والركض والصراخ من أجل كتابة الغد!
امرأة نادرة المعنى، سعفة غنوجة في نخلة عراقية تنبت على منامة المحبة! هكذا أراها، يطوقها المحبون بصخب رائع ثم ينفضون جميعا عنها كما ينفض جمهور المسرح وينفرط من بين أصابع ممثل مجنون!
ديوانها، مهرة حافية القدمين تمشي في بهو الاحتمالات، عنوانها، يحدّها من جميع جهاتها غبشة فريدة، وطفل مملوء بالنذور.

تحت هشيم غربتي، كالغيمة المنفردة، أعود شاهقة
معك،
لعلّي أحاذر سخط المبعدين،
وأضيء قلبك ساعة الهاوية.
***
منذورة كالتّفاحة العصماء
وأنت تقرأ أنوثتي،
تلتف كاللغز
وأنا فيك ناهلة.
عمري المثقل يفتح قامتك البعيدة.
***
أترك سريرك في يومه الأول
كما لو كان يسرق قلبي
أغنية.
أردية المقابر العتيقة تتمزق.
في وهج سجادتك
أقيم
وأتوحد.
لو أغادر نزق العود، صوت عزلتك
لو أعدو حيرة في دمك الصارخ،
وأختلق لي فرحا، وفأسا لجسدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق