منصورة عبد الأمير
/ جريدة الوسط – العدد 1272 / 1 مارس 2006
جلّ ما أخشاه هو أن تفقد البحرين المزيد من مبدعيها والمتميزين فيها في مختلف المجالات الفنية... سينمائية أو تلفزيونية أو إذاعية، فنيون كانوا أم ممثلين أم مذيعين. وكل ما أتمناه هو أن تلتفت وزارة الإعلام بدمائها، التي يبدو وكأنها دائمة التجدد، لأخطاء الإدارات السابقة، وأن تسارع إلى احتضان من تبقى من هؤلاء المبدعين، ولربما بذل جهود ومساع متواصلة وحثيثة لإعادة من «فر منهم بجلده». ولعل كثيرون لا يغفلون أن أحد أخطاء الإدارة السابقة هو أنها غفلت أو تغافلت عن عدد من المواهب الشابة تأتي المذيعة المتألقة بروين حبيب على رأسهم.
جميعنا نعرف كيف حجمت قدراتها منذ البداية لتقدم ما لا يسمن ولا يغني من جوع، و كيف انه وعلى رغم كل «ثقل الدم» الذي تتميز به «على الدوام» فضائيتنا البحرينية ومن قبلها قنواتنا الأرضية، إلا أن روح بروين المتوثبة وحماسها المتوقد وعيناها الممتلئتان ذكاءً كانا يضفيان جواً مختلفاً.
لن أقول رائعاً لأن المعادلة حينها لم تكن لتخلق أي روعة لكنه على أي حال لم يكن يشبه الأجواء التلفزيونية البحرينية التي نألفها والتي تأخذنا جميعاً بعيداً عن شاشاتنا المحلية.
بروين وردة ذبلت في تلفزيون البحرين، فانطلقت لتنتعش ولتبرز نضارتها وليشع ذكاؤها وثقافتها وقدراتها الإبداعية في فضائيات أخرى لا تبعد مقارها كثيرا عن مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون البحرينية.
بروين لم تكن الوحيدة، لكنها (بالنسبة إلي على الأقل) أكثر الطاقات والإبداعات المهاجرة تميزاً. وهي بقدر ما يسعدك ظهورها على فضائية دبي، وبقدر ما تثريك حواراتها، بقدر ما تدمي الحقيقة قلبك وتذكرك بإحدى خساراتنا الفادحة الكثيرة التي لا يبدو أن لها توقفاً إن لم تراجع الإدارات المعنية سياساتها واستراتيجياتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق