مقتطفات مما جاء في حوار مع بروين حبيب نشرته جريدة الاتحاد، العدد (9602) 19 أكتوبر 2001م، وقد أجرى الحوار خورشيد حرفوش_
بروين حبيب:
أتألم بسبب شهرتي
مسكوكة شعرية بلون خاص، تستنطق الصور والمعاني والأفكار والرغبات من خلال مفردات لغوية خاصة، فالشعر لديها ما هو إلا "دم التجربة" وشراسة الجمال وعنف المعرفة.
بروين حبيب المذيعة بقناة دبي الفضائية، خلقت لتكون شاعرة، فقد ختمت القرآن الكريم في طفولتها المبكرة، وعشقت الأدب، وقرضت الشعر وهي في الحادية عشرة من العمر، واستهوتها الكاميرا، ووجدت من المسرح والميكرفون وسائل للتعبير والإبداع فانتزعها العمل الإعلامي هاوية كمذيعة في تليفزيون البحرين، وهي بنت الخمسة عشر ربيعا ولم يشغلها بريق الكاميرا والشهرة عن عشقها للشعر، فقد توحدت بأشعار نزار قباني، وعرفت في الأوساط البحرينية بعاشقة نزار لدرجة أن الكثيرين قدموا لها العزاء عند وفاته..وجعلت من قصائده مادتها العلمية لنيل درجة الماجستير من جامعة عين شمس بالقاهرة عن رسالتها "تقنيات التعبير في شعر نزار قباني"، ولازالت تشعر بشيء من الألم لأن صورتها كإعلامية طغت على حساب صورتها كشاعرة في أذهان المشاهد الخليجي والعربي وتود أن يقرأها المشاهد كما يعرفها..أصدرت طفلها البكر –ديوان أشعارها الأول وتستعد لإنهاء دراستها للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب العربي أيضا، ولم تكن مصادفة اختيارها للجسد واللغة في شعر المرأة الخليجية، ورغم اعتزازها بهوايتها الإعلامية التي أصبحت مهنتها، لم تقرر بعد هل تستمر أم تنتقل إلى العمل الأكاديمي بالجامعة، وفي الوقت الحاضر تقدم برنامجي "حوار ثقافي" و"صواري" إلى جانب النشرات الإخبارية الرئيسية..
-إنني أشعر بشيء من اللم لأن صورة الإعلامية أو المحاورة التلفزيونية أو مقدمة البرامج والنشرات طغت على صورة الشاعرة لكن ما يخفف عني ذلك اللم أنني أحيا وأعيش وأتعامل وأشعر وأتألم كشاعرة، فالشعر بالنسبة لي "حياة"، وكوني عرفت من خلال التلفزيون لا يمنع من وجودي كشاعرة، وأتمنى أن يقرأني المشاهد أو القارئ العربي ويعرفني كما يعرفني كإعلامية.
-الشعر بالنسبة لي ليس النصف الثاني أو الآخر من حياتي، إنني لا أبالغ إذا قلت إنه "الكل"، بالشعر أتوسل البهاء بعيدا عن النهارات المفخخة بالأقنعة كي نظهر مساحة الجمال نحو غد آخر.
-لا أعرف ماذا يخبئ لي هذا اللهب الشعري بحزنه السخي وفرحه المشع، وأظن أن الإخلاص للشعر وحده هو "مربط الفرس"..أن أقرأ، استوعب..أعيش..أفكر وأهب نفسي للشعر فقط ولا شيء غيره.
-هناك طاقات وكفاءات تهدر في إعلامنا العربي لأسباب كثيرة للأسف وتبقى هذه الكفاءات مطمورة ومغيبة ولا تتمكن من أن تحقق حضورا مميزا رغم امتلاكها جميع المقوماتـ فلكل عصر ظروفه ومنطقه ومتطلباته وإيقاعه، ولكن تبقى المفاتيح الأساسية للدخول والمرور والمعايشة واحدة لا تتغير وخاصة في التليفزيون، إذن لا بد من الوعي بالمتغيرات من حولنا بشرط عدم الانسياق الأعمى خلف الشكليات.
-هناك الحضور والكاريزما والوجه الذي يسرق الكاميرا ويخترق نفس المشاهد بملامحه المشعة تلقائيا وهي هبة من عند الله سبحانه وتعالى ولا تصنعها الألبسة وعلب الماكياج والإكسسوارات والديكورات الباهرة وأشياء أخرى، والمشاهد ذكي وقادر أن يفرق بين العمل الجيد والسطحي، والكاميرا فضّاحة بدورها.
-الشعر..شراسة الجمال وعنف المعرفة، والعطر ما هو إلا أغنية في قارورة، والحب رقص فوق الماء، والموسيقى حضور الصورة والحرف في أقصى الغياب، والحلم فضيلة المستحيل، والرغبة هي مغامرة النشوة والذكرى بزوغ الغياب، أما الغروب فهو موت علاقة.
-الصوت هو سفر الحنجرة، أما البحث فهو فتنة المعرفة.
- القصيدة..إبحار في أرجاء الجمال بعيدا عن النهارات المدججة بالظلم والقبح والأقنعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق