سيرة

شاعرة وباحثة أكاديمية وعلمية في الحقلين الثقافي والأدبي / خبيرة إعلامية للعديد من الدورات التدريبية المتخصصة في مؤسسة دبي للإعلام،ومساهمة في تميز المؤسسة عبر إطلاق أوائل البرامج الثقافية الحوارية على مستوى الخليج العربي / حائزة على جائزة المرأة الديناميكية للعام 2011 على مستوى القارات من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية، لتنال بذلك أول جائزة عالمية تمنح لقصص نجاح نساء حول العالم قدمن تجارب مضيئة، ولتدرس قصتها لطلبة الجامعة ضمن أكبر شبكة عالمية (أون لاين) / ترجمت قصائدها إلى سبع لغات / حاصلة على دكتوراه في النقد الأدبي - تقدير امتياز عام 2004م

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

رجولتك الخائفة طفولتي الورقية




إلى أبي ما دمت الضوء





















اتقاد

غائر هذا المساء
ليس لنا ظل يرجّع بكاء النخيل
ويدلق فضّة الثمرات في سراب الأعين.

يا رعشة السماء،
افردي البحر لموجنا المغامر.


















هبوب

ها أنا، على الضباب المقصب في الهواء،
أعدو في فحولة الضوء، على الأرض،
أرى البحر ينضح، والماء يتشقّق..
أفضي إلى البحر يشذّب المدى،
إلى النار تاركة أصول الليل.
وفي النور، أجتاز صخب الروح..
هو النهار،
أخيراً..
ليتني أندلع في فوضى النهار.













زهو

تحت هشيم غربتي، كالغيمة المنفردة، أعود شاهقة
معك،
لعلّي أحاذر سخط المبعدين،
وأضيء قلبك ساعة الهاوية.



















في بهجة أتوسّدك

1-
النص الغائب، معك
أذهب في غفلة، وفي بهجة العراء
روحي تزور أسماءك.

أسمائي؛ ما تبقّى من امرأة في خاتمة.

لست سليل البهاء حتى تهبط وراء الضجيج
تعبر التمائم، وتترك القلب في دم اللذة.















2-
كان وجهي في المرآة ماء التّباهي،
قديم الرغبة،
كنت أختطف البحر من لغته
وأعود بالشهقة.





















3-
أمنحك رأفتي؛ صهوة الفجر
ها هناك أتوسّد سمرتك
وأذهب في عطرك الباهت.
ليلنا سؤال مصقول.

أعمر آخر ينتهي، أم هي الأسماء تنأى؟

الحفاة يستلقون على طرقات،
والتأبين يسطع في خفق سهوك،
الخرافة تراق..
خدر متكئ أفتح معه ما تبقّى من أنفاس تؤوب..














رهبة الظمأ
1-
ها هي الليلة تمطرنا رماد الملذات
وسحر أشياء هاربة،
لنطلق ظمأ اليعسوب
ونعود كنسوة الورق إلى أدخنة المنفى.
عزلتنا ماء الصفصاف في أعالي القبور.



















2-
منذورة كالتّفاحة العصماء
وأنت تقرأ أنوثتي،
تلتف كاللغز
وأنا فيك ناهلة.
عمري المثقل يفتح قامتك البعيدة.


















سرير يتيم

أترك سريرك في يومه الأول
كما لو كان يسرق قلبي
أغنية.
أردية المقابر العتيقة تتمزق.

في وهج سجادتك
أقيم
وأتوحد.
لو أغادر نزق العود، صوت عزلتك
لو أعدو حيرة في دمك الصارخ،
وأختلق لي فرحا، وفأسا لجسدي.













2-
صرت أنا، كنت فيك،
ودخلنا مطر الحرف،
تبددنا على أطراف موسيقى هاربة
كنا على موعد يتهاوى.





















3-
أنت سارق الأسى من "حديقة فارسية"،
أنت قرار الوتر النازف ساعة العاصفة،
أنت دم العقيق ونهايات الروح
وأنا – على مرمى جبهتك العصيّة-
أعمدة النار العارية،
هائمة في انطفاء الجسد
مقبل
في بوحك السرّي:
"أحبّكِ"
أتمدّد فيها بتناوب كسير
"أحبّكِ"
خيط نور في وجهك المتلفّت:
أحبّك، وأترك الشاي يتيما عند الأريكة الزرقاء،
أحملك وأفتح نهار العابرين.











المخمّريّة(*)
إلى فرح
في فضاء الوليمة /الريبة
التقيتهما بين حبات الفتنة

جسدين / سفرين.

وئيدة، كنتُ بينهما،
طريدة مشتهاة!
مأخوذة بإنهاكة البحار
وصلافة الفراش حول الرغبة / الممات.
مناديل الحرير مكللة بالذنب،
بصمت مزدان ونحيب خبيء.

موغلة معهما، أمضي والمليكة
في الخلق تارة،
وفي رعشة الصفصاف آهات أخر.
أقلدهما في الغياب الهطول
بلا أوسمة.


أدخلهما،
وأتدحرج؛

أتألق،
وأسيل صاخبة كالجثة الناعمة.

وفي غمرة الضوء/ الغزو
المترع
المعبود
لأنهي البدء وأنسج اللظى
أسطو كالمنفى وأمرح، عميقة، بخوذة الصبار.








(*) المخمرية: نوع من الطيب










الضوء المدمّى
1-
ألمحك في الأمكنة العاشقة
وطنا غائبا،
وفي لحظة البنفسج شرعة على دهشة القرى.

أيام بلا حبّ،
ومصائر
كلما جئنا طفولاتنا

قم لننجب الزمن المدمّى.
هاهم يوقدون الشعلة في بوابة الهواجس،
يقيمون في أماسي القلوب،
ويشترون بصخبنا ممالك الخيال.











2-
أنت السهل يدخله فتى ساعة الهجر
الصفصاف في فرشاتك،
والضوء والنصل.
سر في الفجر يحملك
نهرا
كالصرخة بين الأهواء
وسحابة تمرّ بالفراش
باكية،
وملفوفة بالنّأمات.
















3-
بالفرشاة،
كنت تذهب في الخفّة مرات،
بينما القمر يختطف صلاتك
ويعود من شدة التواري.

ما كانت المدينة تحيا، أيها الحبيب،
وكنت هناك تصنع جبهة الدّمية..
يا سيّد العدم.. ما أنت؟
مرّة تختبىء في تأوهات العارفين
التاركين
        خطواتهم
                في
                دموع
                        الأسوار
ومرات تجيء إلينا
نحن الذين يختطفنا الياسمين إلى رذاذ القبور.









وحشة مدجّجة

مدينة نائمة، والجموع في الأسرّة.
عقربك يسقي الميزان عتمة
تحت سماء مختومة بخمرة الغياب.

عذاب مرهق يلهب أصابعك بنبوءات البراري،
لعله يتذّكر فيض الكلمة
وهي تعود إلى عزلة لوعتي
وترهف إلى حفيف فرشاتك.

بالضجر
على حافة الحلم
أنتظرك،
في وحشة التصاقنا، وفي همهمات الأجراس
حين كانت أجنحتنا مدجّجة بأزيز القلق.
هكذا وجدت علامتنا نشيد القلب الغابر.









شيء بارق
في صخب السجون تحت شمس الفراغ،
في المحروس بالمخالب،
يهبّ ويتساقط
لئلا يستيقظ الجسد البارق
وتخبو اللذة كأنّك يا قلب كهل،
موغل في نهارات لا تموت..
كأنّ صوتك يعود من سرّة الحلم،
من عنوة السهر، ومن سكينة الشبق.
















رفيف
1-
رجولتك تخاف طفولتي الورقيّة
تشهق حيرة الصحراء
فسلاما، يا أبجدية النّحر.. أيا رجلا،
تعال
بقليل من النبيذ
خذ قلبي، وانسج كنزة له
خذ وجهي، وارسم في ليله،
واهجع فيّ، حتى يستحيل التماع جسدنا
برهة تنهمر.














2-
الليلة يغزو لونك رفيف القصيدة
هذا الوقت وقتك، كيف أرعد دونك؟
سرّنا يذهب في عتمته،
فكيف يعذرني السهل
أن أرحل ومعي بقايا التوجّس،
الريبة القاسية،
ومعي أنتَ.

















3-
العناق خديعة،
يا حبيبي،
لا تقرع صولجان دمي.
لا تمسك بنوافذ الأحجية،
لا تقترب من سرير الوليد الذي سقط
مشفوعا بظلّ بين الغواية والموت.



















4-
حبيبي
كنت تتسلّق صيف الفتنة في يومياتي
والرسامون يحفرونك نحيبا في حبري
واشتهاء يفضي إلى النأي.

يا للحظة الراهبة!
حيث لا زمن يجنح ولا شمعة رقيقة تحكي.

كؤوس الغربة تترعني غرقا.

يا صباح الخير،
حدثني عن غريب فرشاته غبار في إناء ذاكرتي.













معطف العشب
1-
عدْ إلى فاتحة الروح؛ منتهى الميلاد،
إلى التي منحتك سارية الضوء وزند البحر.

حين تعتريني ساعة النزف أغتسل بمياه قصيدتك
أدفعك في الحلم
واراك
مطرا ونخيلا،
فجرا من لهب تحت سديم الحب.
















2-
تمرّ كالنار، وتترك اسمك
اقترب..
باهت صيف النوارس،
معتّم وجه النهر
التقاسيم تتلاشى،
اقترب..
واهن عمري بعدك.

















3-
ليلة كنت في معطفك العشبيّ.
كانت رغبتي نجمة
على شرفة،
وقفت لي، وجاء صوتك.
كنت هناك
ويداك تعيدان قلائد الجمان.
كنا معا،
طارحنا البرق، وتسرّبنا عميقا تحت الصدى.
أسلمت قلبي لطعنة النار.
















وجهان

في نشوة الليل،
هنا،
أنتما على أطراف الخطيئة
صوتان في دم التجربة
وراء نعاس الملوك،
في فسحة الخراب، على عزف مختلس
لكما غابات النرد مطرزة بالأنقاض،
ونيسان الطارقين على شبابيك أليسار.
لنا جوع شاغر في أضرحة الرمان،
لنطوف بذنوبنا في قرارة السيول.














ثمة وقت
إلى نزار قباني

الآن، على مفترق الوقت
تخترق الصلوات، وترمي بجذوة أوردتي للعابرين.
هنا تنسلّ كلماتي كالضوء
ملكتها خديعة الغرباء،
خطيئة الأجنّة،
حناجر الملح..
لما تبصر الظل المحرّم ترحل أعناقها خلسة.
الآن، على مفترق الوقت.














تقاسيم كاولا
1-
لا فراغ، لا موسيقى تنخر الروح،
لا غموض يتوسد المرمر الضائع خلفك،
لا متاهة تورق أساطير
بعدك،
لا عزلة في هذا المساء
وأنت تتنامى في الجسد المكتسي هدوء الخيبة.
كنا ثلاثة
والخوف كان،
ولا شيء، لا شيء،
سوى أهداب نافذة
تطلّ
على ضحكة تفرّطت
بين أوراق التوت وتوردت على الماء.










2-
حلمي العاري يعدو مع العاصفة
في فوضى الرغبة
أهرب بسرّ القلب، ساعة الزّحام..
أسرق الربيع من ساعديك، وأغمس في النار حلمي
أفوّح الوهم في غفوة الجسد.




















3-
الوحدة فسحة الغزو وعدو الهزيمة.
























4-
الغياب ينهب الكتابة ويقرأ الخطيئة
























5-
يغادرني طفل
كان يسكنني في لظى الندم
ما لمسته، وانزوى عصفورا يرفرف في حرقة صمتي.






















6-
معك
القلب أحلام ورماد.
























7-
قلبي، من جديد، يرغب في جبال القمر.























8-
سوف أرودك في الغلس
النجوم، عارية، تثرثر.

ولسوف لك وحدك!





















9-
النهر ينتظر امرأة الماء
وأنت النور في قنديلي المنطفئ.























10-
النبيذ يفكّ لي ضفائري
والغياب يشتهي.























رميم العرضة(*)

في الجهة الأخرى من مرسمك
حين النداوة تعدو في عيد ألوانك
أزداد في القصيدة زينة
وتفيض أنت حريرا في بريق النشوة
معا نعبر بالأفواه إلى نداء الحصون..
كما لو تشعل ثوبي بريشتك الجافة
وتأخذني إلى تمثال العرافة ولوحة الجدّة
إلى عويل الانتظار وجنازة الأقنعة،
والهائمة أنا في غبشك السرّي
الهزيلة في موعد قبلاتك
أضيء، معك، جسدي في غفلة تتهيأ لرواية مبتورة.
أيها الحادث النائم في وسادتي
نجمة تباغت هزيمتي،
وفي رقصة الصحراء
أراك
تحيلني إلى اصطياد محتشد.





(*)العرضة: من الفنون الشعبية في الخليج وتسمّى بـ"رقصة الصحراء"

أيّ غاب؟
1-
أصابعي تخضلّ بليل، وترتعش،
المحك في زرقة أيامي
منحنيا على عتبات حيرتي
لاجئا إلى غابتي،
قمرا،
وماء روحي يسيّجك.

















2-
قم أيها المرتجى،
ما مضى ينسلّ من الضوء
وينهض في شتاتي، ويرتجيك
ليهجع
في صخب الهجر،
وفي غفوة القراءة العجلى.



















3-
أيا سقوطي المستتر، يا الذي تقضم صباي
وتتركه
وراء نوافذ النحيب.
ما المبتغى من نزف الحرف في الفراغ
أي تيه هذا، وأي غاب؟!




















4-
سمّيتك  ملجأ الأيائل الطريدة
وسئمت صمتك،
رقّتك..
سئمتني ضجرا،
قلقا،
وسئمت قسوة المكائد.



















5-
ليتك لم تؤو فراشاتي،
ليتك لم تشعل صهيل النار في ركب تفعيلاتك
الظمأى،
ليتك،
-أيها الغاب-
لم تكن.
أيا التئام الوريد.


















6-
أحبّكَ،
لأكون الزنبقة في وحشة بياضك،
وأحبّكَ لأكون.






















زرقة
كنت أنتفض في كونك،
أنتظر تخضرّ الخطى فيه..
تبلغ الشطآن رائحة جديدة.

ها نرجّ السفر خفافاً،
ونفتح الجسد أروقة لأرواح تسافر في المؤجّل.



















زهرة النار
مع رذاذ يتسكّع على زجاج الحواس
مع انتشاء الخزامى في ليل
مع انطفاء السراب
بعيدا عن هواء البراري
مع حمّى القلب،
واحرّ؛
مع دم الندّ الطافح
في زهو،
تقبل،
مع انكسار النجم على خصر الفراشة
نهار النزوح تظليل الأماسي،












ترجّل
تلك مدن متدلية كأعناق الملح
وزمن يرتجّ منذ ومضة الميلاد
ترجّل
وانزلق إلى عنق الظلمة
إملأ بقسماتك ضريح امرأة
لم تلمس، بعد، أزهار النار
لم تربك الملكوت
ببشرى حداد
قم
ليس أمرا شايعا لكنه الصدى الرمليّ
ما يغريني كحصباء تقتلع.

بجنب الغضى أزجيك إلى سرّ ينبجسْ.












يأخذني عاليا

مطلقا،
حبّكَ
كان
يأخذني
كل مساء
من ركوة القهوة، وأشياء كثيرة،
عاليا،
إلى عزلة الكهنة ومغاور الحور
كنت أحمل جهم النساء وتوجّس الليل الوئيد.
قلت لي: انهمري
وسقطت في غيم يكاد












لكأنّ قلبي كان يحتاط ارتباكات النهار
وفوضى المعراج.
أسرعت اللحاق بجلجلة السراة
ونسيت غضبي
ما بين المهد الأجدب، والنزق المترع بغيث الجسد،
آويتك إلى شفتيّ




















ثلاثون

سمّيتك الأسطورة
عندما أرسلك الحرف رعودا في زرقة
وصعودا في مرافئ الشتات.
الياسمينة أمس كانت تقبّل الحبق في كفّيك
والفرس الجموح تدلق في الغمام
ابنها المطر.


***

هو عنق الريح،
يا سيدي











حينما ينسج في معاطف النزف تضاريس الهجر
هي مدارات النأي وأطراف العتمة
مجيء القمر بين البحر
وقافية عطشى تسأل أصابعك
أهو متسع للعزف، اهو نسغ الرفض؟

***

ثلاثون، يا صديقي، وفي قبو الرغبة صيحته..
ما بين الجرح والظل
ميعاد
ينتظر بروق الأزمنة
بين الدهشة والكلمة العاصية.

***

ثلاثون،
يا صديقي
مطر مطوّق بالبرق، أم قصائد باكيات؟!

***

ثلاثون،
والماضي أجراس تبتعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق